بيان دفاع عن سماحة آية الله السيد مرتضى القزويني

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وبعد :

((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) سورة فاطر ، آية (28) .

منذ عهد الغيبة الكبرى والفقهاء المراجع الربانيون والرموز الدينية من اتباع آل البيت (عليهم السلام) هم الوسيط والحجة فيما بيننا وبين الإمام الحجة المنتظر (عج) – كما جاء في التوقيع الصادر من الناحية المقدسة – وعزة الشيعة وكرامتها من مكانة رموزها الدينية و منزلتها ، فالنيل والتطاول على الرموز الدينية التابعة لآل البيت (عليهم السلام) يعتبر نيلا وتطاولا على كل اتباع آل البيت (عليهم السلام) ، وهو بذاته يعتبر تطاولاً واعتداءً على المقام الشامخ للإمام الحجة المنتظر (عج) .

فممَّا يحز في النفس و يدمي القلب ما حصل أخيراً من النيل والتطاول ، بل والتشهير بسماحة آية الله السيد مرتضى القزويني (دام توفيقه) ، تحت عنوان حرية الإعلام وحرية الرأي ، وذلك من خلال بثّ الدعايات والتهم ضده ، وهو أجلّ و أزكى وأطهر ممَّا يسعون إليه ، وقد عرف منذ القديم بجهاده ضد البعثيين والتيارات المنحرفة ، وعرف بوقوفه إلى جانب الفقراء واليتامى والمساكين ، إضافة لبذل جهوده المتواصلة في نشر علوم ومعارف آل البيت (عليهم السلام) .

فما حصل أخيراً من الإساءة لشخصه الكريم ، والتشهير به وبجهوده المبذولة ومساعيه الطيبة ، مخالف للدستور العراقي ، ومخالف لما تنصُّ عليه المادة (372) من قانون العقوبات العراقي ، ومخالف للتوجهات الصادرة من هيئة الإعلام والاتصالات من عدم المساس بالرموز الدينية ، بل هو بعيد كلَّ البعد عن موازين وقواعد ما يسمى بحرية الإعلام وحرية الرأي .

ونحن في الحين الذي نستنكر وندين ما يحصل من تجاوزات وإهانات لشخصيته المباركة ، نهيب بالعقلاء ممَّن بأيديهم زمام الأمور في الحكومة العراقية أن يتداركوا الأمر ، ويسارعوا في الحيلولة دون استمرار هذه التطاولات والإساءات ، كما نأمل من القضاء العراقي أن يقول كلمته العادلة ، ويحول بذلك دون تكرار هكذا مأساة ، وهكذا نهيب بالغيارى من الشعب العراقي الذي عرف باحترامه وإجلاله للدين والمذهب ورموزه ورجاله أن تكون له الكلمة والوقفة العقلائية المنصفة ممَّا يحدث .

فإن عدم تدخل العقلاء والحكماء ومَن بأيديهم زمام الأمور يستلزم فتح الباب للنيل من رموز الدين والمذهب ، وهذا ممَّا لا تحمد عقباه ، ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) سورة الأنفال ، آية (25) ، صدق الله العلي العظيم .

حوزة كربلاء المقدسة

مدرسة الشيخ المفيد (قدس سره)

السبت 15 / شوال / 1444 هـ ، الموافق 6 / 5 / 2023 م