هو سماحة فضيلة
العلامة الحجة الشيخ حسين بن محمد جواد الاميري (دامت توفيقاته) من الأسر العراقية المعروفة، وترجع أصول هذه الأسرة الى قبيلة ربيعة *، وأكثر تواجدها في مدينة (الكوت) شرقي العراق ويسكن البعض منها في منطقة (العلكَاية) من أطراف مدينة كربلاء المقدسة باتجاه المسيب وهم أبناء عم مع (الإمارة) وأكثر تواجد الأخرى في منطقة (المدينة) شمال البصرة.
ولد شيخنا المترجم في موطن آبائه بمدينة كربلاء المقدسة مدينة سيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام) حيث كانت ولادته في
(13 جمادى الأخر 1387هـ) الموافق (19 /8/ 1967م ).
هذا وقد حباه الباري تعالى بأسرة صغيرة متكوّنة من زوجة ** و خمسة اولاد وبنت واحدة وهم كل من : (محمد باقر وعبدالحميد وعبدالعباس ومحمد مهدي ومحمد ابراهيم) ، وقد زاد الله في مننه عليه أن أولاده على نهجه في تلقي علوم آل البيت ( عليهم السلام ).
*) علما بأن هناك بعض الأسر في العراق أيضا تلقب بـ(الاميري) إلا أنهم سادة من ذرية رسول الله (ص) وهؤلاء اكثر تواجدهم في مدينة النجف الاشرف ولعل نسبهم ينتهي الى عبيد الله ابو احمد الملقب بـ(الاميري) من ذرية (حسكا) من ذرية (محمد السليق) من ذرية الحسين الاصغر ابن الامام زين العابدين (عليه السلام).
**) وهي ابنة سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد ابراهيم الحائري (قدس سره)
ومن سيرته الدراسية
توجه في مقتبل عمره نحو مدينة قم المقدسة لتلقي العلوم الدينية وذلك لأن الظروف السياسية آنذاك في العراق لم تسمح له بالذهاب الى النجف الأشرف لتلقي علوم آل البيت (عليهم السلام) لذا توجه الى الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة عش آل محمد (ص)
فشرع في تلقي الدروس الحوزوية من مرحلة المقدمات ثم مرحلة السطوح على أيدي كبار أساتذتها ، وبعد فراغه من دراسة السطوح العليا حضر دروس بحث الخارج وهي المرحلة العليا للدراسة الاسلامية حيث حضر شطرا من بحوث آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني وشطرا من بحوث آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي .
ثم رحل بعد ذلك الى بلاد الشام ليحط الرحال في جوار عقيلة الهاشميين زينب الحوراء (عليها السلام) وهناك صرف جل وقته في تدريس المقدمات والسطوح بما فيها السطوح العليا في الحين الذي لم ينقطع عن مواصلة دروس بحث الخارج المعتد بها في منطقة السيدة زينب (عليها السلام) .
وبعد تغير النظام في العراق عام (2003م) عاد الى مسقط رأسه كربلاء المقدسة مدينة الحسين سيد الشهداء (عليه السلام ) .
واشتغل فيها بتدريس الدروس الحوزوية واهتم ببعض الطلاب الحوزويين وصرف جل وقته في ذلك علما بأن دروس سماحته تمتاز بحسن البيان ومتانة المعنى بحيث لايعاني الطالب من فهم المحتوى اضافة الى دقته في تطبيق العبارة .
ثم أشرف على انشاء مدرسة دينية باسم الشيخ المفيد (قدس سره) وهي مدرسة تدرس فيها جميع المراحل الحوزوية ويسعى سماحة الشيخ أن يبذل جل وقته واهتمامه بها وبطلبتها حيث أنها تحضى بعناية خاصةٍ منه .
وكان سماحته يولي
الخطابة الحسينية اهتماما خاصا حيث ترك بصمات خاصة في عالم المنبر الحسيني يشهد له بذلك اصحاب الاختصاص وهو يرى أن الخطيب كلما ازداد اخلاصا ازداد توفيقا في الشأن الحسيني .
علما بأن خطاباته المنبرية تتميز بالعمق العلمي ووحدة الموضوع ، وفي كل موسم خطابي يرتقي فيه المنبر يحرص على أن يقدم سلسلة بحوث ذات حلقات مترابطة الموضوع، وقد أخذت هذه المنابر وقعا خاصا في نفوس الموالين ورواد المنبر الحسيني .
له دروس مميزة في فن الخطابة لا تخلو من فائدة لبعض المختصين بالمنبر الحسيني، فهو خطيب عرفه وأحبه الحسينيون في مختلف بقاع العالم ، تعرض الفضائيات الدينية بعض محاظراته بين الحين والآخر الا أنه مقل في ظهوره على الفضائيات والشاشات لغاية هو أدرى بها .
هذا وله مجموعة مخطوطات في مختلف المجالات الحوزوية والمنبرية منها سلاسل محاظراته التي القاها منبريا ، نسأل الله أن يوفقه لتهيئتها وتأليفها لكي ترى النور ونسال الله أن يوفق أبنائه للسير على طريقه ونهجه كما نسأل الباري تعالى أن يزيد في توفيقه ويسدد خطاه ويكثر من أمثاله بمحمد وآله الطاهرين .